قالت يا وغد




§         في يوم كهذا وفي ساعة كتلك .. قبل اذان الفجر وجدت ُ هاتفي يدق برقم غريب .. فتعجبت ُ من ذا الذي يتصل بي في ساعه متأخره كتلك .. ؟ فقطعت قلقي بالرد .. وإذ بصوت خافت يقول
_ كيف حالك .. ؟
سكت ُ للحظات ثم قلت ُ _ من أنت .. ؟
وكان أغلب ظني مكالمة جاءت إلي بالخطأ .. !
فجاء جوابها علي بسؤال آخر ... لماذا تضع هاتفك علي صفحه الانترنت .. ألا تخشي من مضايقات الفتيات .. ؟
_ قلت ُ لها من أنتِ .. هلا أجبتني وألا أغلقت الهاتف في وجهك ... !
_ قالت لن تستطع أن تغلق في وجهي الهاتف ,,, !
ودون تردد أغلقت في وجهها .... وعاد الهاتف يدق من جديد بنفس الرقم .. ولم أرد .. !
حتى دق الهاتف بدقه مختلفة تدل علي أن احدهم أرسل رسالة .. وكنت اعلم أنها من تلك التي حدثتني قبل قليل ... ففتحتها .. فوجدت مكتوب فيها " كيف تتحدث معي بالنهار وجها لوجه .. وفي المساء أحدثك في الهاتف فتنسى صوتي .. ؟ " 
وما أن انتهيت من الحرف الأخير .. إلا و وجدتها تتصل مره أخرى .. !
فرددت في تلك المرة في بعد ثوان من الاتصال ... فقالت كيف لم تتعرف علي صوتي .. ؟
قلت لها _ عذرا ً كنت نائما ً ولم استطع التعرف علي صوتك .. !
_فقالت لم تكن نائما ً فأنا رأيتك علي الانترنت ولم استطع النوم فأحببت أن اتصل بك .. !
_ ولماذا لم تنامي .. ؟
_ لا اعرف ... ولكن النوم يطير من عيني اليوم .. !
_ ولكن من أين لكي برقم هاتفي .. ؟
_ قالت أخبرتك من الانترنت .. !
همهمت فاستشعرت أني لم أصدقها .. فقالت راجع معلومات صفحتك علي الانترنت ستجد رقمك ظاهرا ً للجميع .. هنا قاطعت ُ عصبيتها بضحكه مجامله وقلت لها لا عليكِ .. هل هذا رقمك يمكنني إضافته علي هاتفي .. ! فنسيت عصبيتها وقالت بكل تأكيد يمكنك ذلك .. !
قالت ماذا تفعل ألان .. ؟
_ انا في السرير نائم .. وأتحدث مع البعض عبر الانترنت .. 
_ هل أزعجتك مكالمتي .. ؟
_ لا بكل تأكيد .. هي أسعدتني بالفعل .. !
فردت بصوت أكثر نعومه وقالت هل ستنام الان .. ؟
_ لا لن انام .. !
_ ماذا ستفعل اذا ً .. ؟
_ عندي موعد بعد قليل .. !
_ موعد ألان .. ؟ هل انت تمزح ... !
_ لا اطلاقا ً .. مع صديقه لي .. !
_ تغيرت نبره صوتها وقالت .. صديقه الأن ... ؟
_ قلت لها نعم صديقه في غايه الجمال .. !
_ قالت اذا سأذهب للنوم حتى لا اعطلك علي الموعد ... !
_ قلت لها سانتظرك بعد عشرة دقائق اسفل منزلك ... !
_ قالت ماذا تقول .. هل جننت .. !! 
ولكن قالتها بصوت فيه سعاده .. ثم سكتت وقالت .. 
_ ماذا افعل بينك وبين صديقتك .. !
_ قلت لها لن اقابل سواك ِ ... !
_ قالت فلتذهب للنوم .. فقله النوم تجعلك تحلم وانت مستيقظ .. !
قلت لها لا تتأخري .. ! وأغلقت الهاتف ... ونظرا ً لقرب السكن بيننا لم ارتدي سوى فانله سوداء وذهبت بنفس " الشورت " الذي كنت ارتديه ... فقط القليل من " البرفيوم " .. وما هي إلا دقيقتين .. وأصبحت تحت بيتها ... !
ومرت الخمس دقائق الاولى خمس ساعات ... وكنت علي يقين بأنها ستأتي ... حتي مر الربع الاول من الساعه .. فبدأت ثقتي في مجيأها تقل تدريجيا .. وحتما لن اتصل ... فالاتصال سيعني الحاحا ً .. وما كنت لألح عليها ... وبالفعل ادرت ظهري لعمارتها فسمعت صوت من خلفي يهمس ... 
_ مجنون .. مجنون ... !
_ ألم أخبرك انك سوف تأتي .. ؟
_ كاذب فلماذا كنت تنصرف .. ؟
_ لا لا لم أفقد ثقتي بأنك ستأتي .. كل ما في الامر اردت انتظارك هناك بدلا من هنا .. !
_ من أين لك بكل هذا الغرور ... !
_ لست ُ مغرورا ً .. كل ما في الأمر أنني اعرف ما يدور في رأس من يحدثني ... انها نعمه من الله علي بها ... وقد استشعرت ُ انك ستأتي الي هذا الموعد ... !
_ ان كنت صادقا ً ... ماذا يدور في ذهني الان .. ؟
_ تقولين .. اريد ان اقبلك من شفتيك .. !
_ ما هذا الذي تقوله .. سأذهب للنوم .. هذا خطأي حيث أتيت إليك كصديقا ً .. ولكنك تخطيت الحدود بجرأتك .. !
هنا حاولت تهدأتها فأمسكت يدها وقلت لها " آسف " فأصبحت ُ كمن يطفأ النار بالبنزين .. سحبت يداها بشده وقالت ... أنت وقح ... !
سكت كلانا للحظات ..... ثم نظرت ُ في وجهها .. ومشيت ُ فأمسكت هي في تلك المرة بيدي .. وقالت آسفه .. لم أقصد .. !
_ قلت لها لماذا تمسكين بيدي الان ... اتركي يدي ... !
_ قالت سأجلس معك لكن دون ان نتعدى حدود الصداقة .. !
" فوعدتها وعد الذئب الذي يحرس الغنم .. ! "

_________ الجزء الثاني __________

فأقترحت عليها لو نذهب الي الحديقه التي تقع بالقرب من المسكن ... وعلي الفور وافقت .. مشينا أثنين والصمت ثالثهم ... وعند عبور الطريق أمسكت ُ بيدها ... فتركت يداها لي .. حتى انتهينا من العبور .. فنظرت الي يدي وقالت هل تذكر الوعد .. ؟
فأعتذرت لها علي الفور ... وسحبت اصابعي من بين يداها الدأفئه .. التي كانت تحتضن أصابعي .. !
وصلنا الحديقه وجلسنا علي مقعد خشبي ... وقالت تعرفت عليك اليوم مصادفه .. وأخذت بريدك الالكتروني .. وأصبحت صديقي علي " الفيس بوك " .. واتصلت بك بعدها بعدة ساعات .. الم ترى كل هذا جنونا ً بيننا ً... ؟
قلت لها وهل يوجد اجمل من الجنون .. ولكن الأجن من كل ذلك ان نتقابل في نفس اليوم وأجلس معك الان .. !
سكتت للحظات ثم رفعت عيناها من الارض ونظرت في عيناي وقالت ... انا لست سيئه برغم ذلك .. ولست جريئه .. ولم أفعل ذلك من قبل ... انا ...
هنا قاطعتها علي الفور ... وقلت لها .. انا لم أقل ذلك .. ولن أقل ذلك قط .. !
قالت .. ولكن أي شخص غيرك سيقول ذلك ... !
فقاطعتها للمره الثانيه ... لست كأحد .. أكرهه التشبيه وإن كان مع أحدا ً أفضل مني .. !
أعتذرت .. فقلت ُ لها لا شىء يستحق الاعتذار .. ولكن .. لكنتك في الحديث تقول انك سوريا .. لم ارى يوما سوريا سمراء .. هل جميعكن حسنوات كذلك .. ؟
ابتسمت .. وظهر الخجل علي وجهها .. من ثم رفعت شعرها من علي وجهها .. وكنت اعشق وجهها حين خجلت .. ! وقالت كيف عرفت اني سوريه .. ؟
قلت لها .. انها الفراسه ... دائما ً يقول الناس عني أمتلك فراسه قوية ... فضحكت بصوت عال .. وأهتز جسدها من شده الضحك .. من ثم نظرت انا لها بتعجب وقلت لها ما الذي يضحكك .. ؟
_ انا لست سوريه ... انا أردنيه .. !
هنا شعرت ببعض الخجل .. وقلت لها .. سوريا والاردن اشقاء .. لا عليك .. المهم انك أجمل انثى عرفتها .. !
_ هل دائما ادائك مبالغ فيه هكذا .. ؟
_ لا .. عندما اتحدث مع الحسنوات فقط .. ؟
_ وكم حسناء لديك .. ؟
_ بعدد شعرات رأسك .. !
_ تعجبني .. وتألمني صراحتك .. !
_ لما العجب .. ولما الألم ... ؟
_ تعجبني لانك لم تتصنع البراءه .. تتعامل بعفويتك ... وتؤلمني لأن يوما ما سيأتي انثي تستحق مشاعرك .. ولن تملك ما تمنحها إياها .. !
هنا قاطعتها علي الفور .... !
_ دعك من هذا الجنان .. انا امزح معك ... أنا لست كذلك بالفعل ... ولست دنجوانا لهذه الدرجه .. انظري الي وجههي .. أي حمقاء ستحب هذا الوجه ... ؟
ابتسمت وظلت تضحك .. وقالت كثيرات سيعجبهم هذا الوجه .. وخاصه لو كان شاعرا ً .. من ثم نظرت في وجههي وقالت قرأت قصه لك واعجبتني .. فبطل القصه تلك هو بالفعل أنت .. وان قلت غير ذلك انت كاذب .. ! 
_ لن اقول ل كان كنت ُ انا بطل القصة أو لا ... سأدع الحيرة تقتلك .. !
_ قالت لست ُ محتاره .. ولكن هل سيأتي يوم وتكتب ما حدث بيننا .. ؟
_ قلت لها .. لم يحدث شيئا ً الي الان .. يستحق الكتابه ... ولكن ان حدث شىء بعد ذلك ربما أكتبه ... !
ضحكت ثم نظرت للارض وقالت انا في السنه الاخيره من المرحله الجامعيه .. بعد شهران سأعود الي الاردن ... ربما لن أعود الي مصر مره أخرى ... لا تنظر الي تلك النظره ... الحب بيننا محال ان يبدأ لن اسمح بذلك ... تعذبت ذات يوم من قصه فاشله .. ما كنت لأبدأ لعبه وأعلم ان نهايتها عذاب . ! أمي اردنيه .. وأبي كان مصري وتوفى منذ خمسة أعوام .. وانا البنت الوحيده .. علاقتي بأهل ابي ضعيفه وسطحيه أكثر مما تتصور ... أمي تعد الايام بالساعات لنعود الي الاردن .. هناك رفقاتي .. وطفولتي وذكرياتي ... !
ثم غيرت نبرة صوتها ... وقالت لكن كيف لم تحب وتكتب عن الحب بمنتهي البراعه ... ؟
_ قلت ُ لها انه سر المهنة عزيزتي ... لن أخبرك شيئا ً .. عنه .. !
قالت اذا ليس لديك ما تخبرني به .. انت محتال كاذب .. !
_ قلت لها .. انه عالم الخيال .. عالمي المفضل .. !
_ كيف ذلك .. ؟
_ ما رأيك لو شاركتني مغامرة من مغامرات الخيال ... ؟
نظرت إلي وقالت لم لا ... ولكن .. كيف .. ؟
_ لا عليك كل ما عليك فعله هو أغماض عينيك .. والامساك بيدي .. وتخيلي ان تلك اليد التي تمسكين بها هي يد لشخص انت تحبيه .. تخيليه عشيقك ... ولا احدا ً في هذا الكون معكم .. انتي وهو فقط .. !
_ انت مجنون ... ولكن انا احب هذا الجنان .. سأجرب تلك اللعبه .. !
أمسكت بيدي ... واستمريت في الضغط علي اصابعها .. وقلت لها .. هل بدأت الصوره أفضل الان ... قالت .. هي المرة الاولي التي أفعل فيها ذلك .. ولكن أظن انها أعجبتني كثيرا ً .. هنا ظللت اتلاعب بأصبعها داخل كفه يدي ... من ثم اقتربت من شفتاها .. وقبلتها .. لم تكن قبله عابرة .. ولكن امتصصت شفتاها داخل فمي .. وبعد ثوان فتحت عيناها .. ولم تتجاوز المسافه بين عيني وعيناها عقله الاصبع ... سحبت شفتاها من داخل فمي ... !
هنا عدت مره اخرى الي الاريكه .. وارجعت بظهري الي الخلف .. وكنت اعلم ان هذا هو اللقاء الاخير ... !
ظل الصمت بيننا لدقائق .. ثم قالت .. " لم فعلت ذلك " ... ؟
لم استطع الرد .. همت بالذهاب .. وخشيت ان تمشي وحدها .. فمشيت بجوارها .. بعدما عجزت عن الاجابه عليها ... !
حتي وصلنا عند منزلها فذهبت وكأنها لم ترأني ... صعدت انا الي بيتي .. حاملا ً بين عقلي وجع خسارتي لها .. وحاملا بين شفتي مسك شفتاها .. في لحظه تجمع بين خزي لها .. وبين انتصار عليها .. بين انتصار لشهوتي علي .. وبين هزيمتي امام عيناها ... ولكن في النهايه شفتاها تستحق ان افعل من أجلهما كل ما هو مجنون .. ! هكذا كان ردي علي نفسي وقتها .. !

**** ***** ****
ذهبت الي سريري .. وحاولت النوم .. وفي كل مره أغمض بها جفني أرى صورتها امامي .. علي مدار ثلاثون دقيقه كان هذا حالي وقتها ... حتي سمعت هاتفي يدق برساله نصيه .. هرولت سريعا إليه ... فوجدت رساله منها .. كل محتواها .. " لم يا وغد خسرتني .. ؟ "
كنت اكثر جرأه في الرسائل من المواجهه معها .. فكتبت إليها .. بعيدا ً عن أي شىء والوعد الذي كان بيننا .. وبعيدا ً عن صداقتنا ... ألم تعجبك شفتاي .. ؟
ارسلتها .. وانتظرت ُ الرد .. بلهفه .. ظللت ممسكا ً بهاتفي في انتظار رسالتها .. هل ستكتب سبا ً .. ام تحذف رقمي دون رد .. ولكن حتما سترد ... !! خمسة دقائق مرت كخمسة أعوام علي .. حتى دق الهاتف .. ف فتحت الرساله علي الفور فوجدت مكتوب فيها ... لماذا حولتني من صديقه الي حبيبه الان .. ؟ ها انت الان ملكتني وصرت أسيره لتلك القبله .. للاسف الشديد أحببتها وأحببتك .. واحبتت جنانا ً معا ً ... !
ما ان قرأت تلك الكلمات .. إلا وقفزت علي السرير كالاطفال أصرخ بأعلي صوتي من السعاده .. من ثم أرسلت ُ لها ... " علي يديك تعلمت ان الحب يأتي في لحظه .. ! "
فأرسلت " أحبك " 
فتحت الانترنت وكتبت ...
قالت يا وغد ...
لم دنست صداقتنا بقبلتك .. ؟
أتلك هي طريقتك .. ؟
تصيد بها فريستك ..
وتستغل فرصتك .. !
لم يا صديق خسرتني .. ؟
وبدفىء حضنك .. أغويتني .. !
وبلظي شفتيك .. أحرقتني .. ؟
فها انت الان ملكتني ..
بعدما من صديقه الي حبيبه بدلتني ..
وبحبي إليك أسرتني ..
قصرت ُ أسيرة قبلتك ..
تلك التي بها سرقتني .. !

كتبتها وأغلقت الحاسوب ... فوجدت رسالها منها علي الفور .. هي المرة الاولى التي أشعر بها بأنني ملهمه لشاعر .. ولكنه شعور رائع أن أصبح حبيبه لشخص مثلك .. !
قرأت تلك الكلمات . من ثم أخذت شهيقا ً .. وقرأتها مرة اخرى .. ثم كتبت لها .. " محظوظ هو من يملك ملهمه مثلك " ... وضغطت علي الارسال .. غير ان رصيدي لم يكن كاف لإرسالها لها ..!
هنا تسلل نور الصباح الي غرفتي .. فمددت جسدي علي السرير .. وتذكرت طعم شفتاها .. ثم ذهبت في رحله معها ... فلم تكن بخيله معي في مشاعرها .. ولا في مقابلتها .. ولا في زيارتها لي في المنام من اول ليله .. كانت دائما ً سخيه في كل شىء .. !
مر الاسبوع الاول بين سهر علي الهاتف وحديث علي الانترنت .. وكنت اخشي عليها من المقابلات فهي في فتره امتحانات .. فكنت أبتعد .. وعندما اخشي ان تظن اني لم اهتم ارسل لها رساله .. حتى جمعني بها اللقاء الثاني في نفس الموعد ونفس المكان .. هي من قبلتني .. واحتضنتني كثيرا ً .. من ثم أشعلت سجارتها .. ونظرت الي وقالت .. يوما ً ما ستتزوج غيري .. فأنا لست ُ لك .. ستشاركك الفراش أنثي غيري .. ستحتضنها .. ولكن لن تمنحك دفئ كدفئي .. لن تنفث دخان سجارتها في وجهك لتستفزك مثلي .. من ثم تغضبك لتسترضيك بقبله كتلك .. فأخذتني في احضانها .. وقبلتني بعدما نفثت دخان سجارتها في وجههى .. وظلت تمتص شفتاي وأذوب فيها وتذوب في ..
حتى دق هاتفها فهرولت ... أمي .. أمي ...
هنا تمتمت انا " بكلمات سب ولعن لأمها " ولكنها لم تسمعها .. !

***** ***** *******
في اليوم التالي ارسلت الي انها سوف تسافر لتودع اهل والدها في البلد .. وتطمئن عليهم .. وربما ستظل هناك لأسبوع .. وسوف تعود قبل الامتحان بيوم .. !
تعصبت جدا ً .. لأنها لم تخبرني من قبل .. ولكنها اعتذرت وقالت هذا قرار من امها .. ولا تستطيع ان تعصيها .. وانها حاولت بالفعل اقناعها بالبقاء ولكنها رفضت بشدة .. !

ومنذ ان تعرفنا لم تتغيب ثلاثه ايام كتلك .. دون انترنت او هواتف .. او أي شىء يصلني بها ..
كدت أجن .. ثلاثه أيام لا اعرف عنها شىء .. أتصل بها في اليوم مائه مرة .. ولا اسمع سوى صوت غبي يقول لي في كل مره خارج نطاق الخدمه .. هل هو هروب مني .. أم اصابها مكروه .. أم أختبار لصبري .. !!! حتما لن اسامحها مهما كان العذر ... !
وفي اليوم الرابع استيقظت فوجدت رساله منها ... حبيبي أشتقت اليك كثيرا ً .. ولكن انا في بلد ريفيه ... والشبكات بها معطله .. اليوم خرجت لزياره بعض اقاربي في قريه اخرى .. وحاولت الاتصال بك .. ولكنك لم ترد .. أحبك كثيرا ً ...
بالفعل وجدت عدت مكالمات فائته من رقمها ... !
شىء ما بداخلي هدأ .... ومرت ثلاثه ليال اخرى لا اعلم عنها شيئا ً ... حتي دق هاتفي صباح يوم الاحد وقالت انا في الطريق ... كدت اطير من الفرح ... قالت ساعه وأصل الي البيت سأكلمك عندما أصل ... وبالفعل عاودت الاتصال بي .. بعدما ذهبت انا لتحديد لحيتي وحلاقه شعري .. لأكتشف بعد ذلك .. انها عادت بمفردها ... !
قالت سأنام وفي المساء نلتقي ...
وفي المساء .. وجدتها تتصل .. قلت لها ما رأيك لو ازورك اليوم في منزلك ... ؟
_ من حماقه الراعي ان يثق في الذئب مرتين .. !
_ سأمنحك عشرة ثوان فقط لتفكري ... !
قالت لا علي الفور دون تردد .. !
قلت لها لطالما هذا قرارك .. اذا دقائق وسأكون امام بيتك ... !
وبالفعل .. ذهبت اليها في الطابق الرابع .. طرقت الباب .. وكنت أخشي ان تفتح لي أمها .. كنت علي يقين حين ترأني لن تفتح .. فسددت ثقب الباب بأصبعي .. ففتحت الباب .. من ثم دفعتني الي الداخل بسرعه واغلقت الباب من خلفي ... قبل ان يراها احدا ً من الجيران .. !
لم نقل شىء بألسنتنا وقتها ... ولكن تحدثنا بشفتانا ... قبلات واحضان ... 
جلست بجوارها علي الاريكه وسألتها لماذا كل هذا الغياب .. ؟
فقالت انا ايضا اشتقت اليك كثيرا ً ...
سألتها اين تجلسين أغلب الوقت عندما تتحدثين معي .. ؟
قالت في الشرفه المطله علي الشارع الرئيسي .. وقفت وهممت بالدخول .. ولكنها جذبتني وقالت مجنون انتظر سأطفى النور اولا ً حتى لا يراك احد ... !
اطفأت النور .. ثم جاءت وقفت بجواري ... ننظر الي العالم من أعلي .. ثم ذهبت واحضرت هاتفها .. وادخلت فيه سماعه أذن .. و وضعت احداهما في اذنها والاخرى في اذني .. من ثم سحبت ذراعي الايمن و وضعته علي كتفها .. وملت ُ انا برأسي علي رأسها .. كانت تتمتم مع كلمات الاغنيه .. فهي تعلم اني عاشق لأغنيه كلمات .. وعاشق لصوت ماجده الرومي ... من ثم اقترحت علي فنجان من القهوة ... قلت لها وانت ِ .. ؟
قالت هو واحدا ً فقط لي ولك .. اريد مشاركتك إياه ... !
قلت لها .. أهو بخل .. ؟
قالت .. بلى ,, ولكنه قمه السخاء في مشاعري لك .. !
هنا غلبتني .. ولم استطع الرد دخلت معها غلي الفور وشاركتها في اعداد فنجان من الفهوة .. ثم خرجنا معا ً ... جلسنا في ارضيه الشرفه .. نستمع الي الاغاني .. ويرتشف كل منا رشفه .. يتبعه الاخر من نفس المكان ... ! حتي انتهينا من القهوة ... مددنا علي ارض الشرفه .. نامت علي ذراعي .. أحسست ُ اني امسك قطعه من السماء ... من ثم قالت استمع الي تلك الاغنيه .. وكلما أشتفت الي والي حديثي أسمعها .. قلت لها ما هي .. قالت اسمع .. فوضعت رأسها علي صدري .. وكانت الاغنيه " يا سارقني " .. قالت مجد القاسم يقول لك ما اريد قوله ولكن علي لسانه هو ... !
انتهت الاغنيه ... ثم قالت .. هل سيأتي يوم وتكتب ما حدث بيننا قصه .. ؟
_ اسرارنا اكبر من ان تكون قصه .. أكتبها .. ليصفقوا لي علي قصتي .. وأتحسر انا علي مروأتي معك .. ما كنت لأفضح أسرارنا ... قالت ان اردت .. ان تكتبها .. أكتبها .. ولكن بعد عامين .. وأيا كان تذكرني فيها عاهره .. او تقسوا علي حين تعلم اني أبتعدت عنك .. تظرت في هاتفها .. ثم قالت التاريخ اليوم مميزا ً ... 6/6 . اذكر ذاك اليوم .. وإياك ان تنساه .. !
ولكن أخبرني ... ماذا لو كتبت ما بيني وبينك قصه ترى ماذا سيكون عنوانها .. ؟
_ أقترحي علي انتي .. ؟
_ الأحمقان .. !
ضحكت بشده .. وضحكت هي ايضا ً ثم اعتدلت من علي صدري وقالت السنا أحمقين .. ؟
قلت لها .. بلى .. وحدك حمقاء .. انا لست ُ بأحمق .. !
_ قلت ُ لها سأكتبها من البدايه ... يوم أن أرسلتي رسالتك الاولى لي .. حين كتبت لي .. يا وغد ... سأسمي القصه " قالت يا وغد " 
_ قالت ياا لسواد قلبك ... الم تنسى .. !
_ قلت لها .. ما كنت لأنسى حرفا ً خرج من بين شفتيك .. !
قالت أحرص حين تكتبها .. ألا أراها .. فبرغم اشتياقي لقرأتها .. حتما ً سأتعذب .. ضمتني بشده .. الي صدرها .. في هذه الليله حبها قتل بداخلي الشهوة ... جعلتني ابدو كطفل صغير .. بحاجه لحنان أمه .. لا اريد جسدها .. ولكن اريد حنانها .. وقلبها ... !
وما هي الا ساعات وقد غفلت عيني .. فقد جاء النهار سريعا ً في هذا اليوم .. ايقظتها .. فقامت علي الفور .. وقالت لم انم نوما عميقا ً كهذا من قبل ... ذهبنا الي غرفه اخرى ودخلت دورة المياه .. وجدت ُ ظرفا ً غريبا ً اقتربت منه وحاولت قرأت ما عليه .. فأكتشفت انها تذاكر للطيران .. فتحته وجدت تاريخ السفر الي الاردن بعد يومين ... ! قرأت الاسم اكث من مره .. انها بالفعل اسمها ..!
سمعت صوت يدل علي خروجها من دورة المياه .. وضعت الظرف كما كان ... ولكن هناك طعنه بداخلي ... ! لا استطيع ان اصرخ فتسأني عن ما بي .. ولا استطيع اخفاء ما بداخلي .. ولكن ما حاولت فعله وقتها هو الفرار من عينيها ... قالت ما بك ... قلت لها لا شىء .. علي ان أرحل الان .. !
بعد دقائق من نزولي ... اتصلت وقالت .. لم اريد ان اخبرك ... أخشي علينا من الوداع ... سيكون صعب علينا الوداع ... !
_ أي صعوبه تلك التي تجعلك تهربي مني ... تكدبين علي .. ؟
_ حبيبي أسفه ولكن .. سيكون صعب علينا ان نودع بعض .. !
ومر اليوم الاول ولم استطع النوم حتي طلوع النهار من التفكير ... وفي اليوم التالي .. أرسلت الي رساله ... وقالت ساسافر من مطار القاهره واليك بتفصيل الرحله ... حاول ان تأتي .. لم استطع المغادره دون ان اراك .. !
وبالقعل .. تهيأت للقاء الاخير .. هربت من أنها بحجه الذهاب الي دورة المياه ... أحتضنتي بشده .. ثم قالت .. ربما يوما ما سأعود مصر .. رما اتزوج من غيرك وتتزوج من غيري .. لكن لن انساك فلا تنساني ... يوم ما سأرأك كاتبا ً كبيرا ً ... تلهث الفتيات خلفك لألتقاط الصور معك .. فلا تنساني وقتها .. وتذكر انثي تشاهدك من خلف شاشه التلفاز .. وتطير فرحا ً لنجاحك ... أحتضنتها بشده ... ثم سقطت دموعها ... !
فقلت لها اذهبي حتى لا تقلق أمك .. فذهبت .. ثم نادت علي .. مره اخرى .. فعدت اليها فقالت .. هل تذكر ذاك اليوم في لقائنا الاول عندما قلت تقولين بين نفسك اتمني ان أقبلك وارتمي في احضانك .. كان هذا هو شهوري فعلا ً وقتها ... اردت فعل ذلك .. !
_ كادت ان تسقط دمعه من عيني ... ولكن كبريائي أبى ... فقلت لها .. لا تصعبي علينا الموقف اكثر ... أخذت تبكي .. وتمشي من امامي ... ومع كل بضعه خطوات تنظر خلفها .. وتشوح بيديها لي .... !

يوما ما ستقرأ تلك الكلمات انثي ... وتقول الذئب حافظ علي الغنم ... !

بقلمي : اسلام سامي 
23/9/2014
_ قلت ُ لها من أنتِ .. هلا أجبتني وألا أغلقت الهاتف في وجهك ... !
_ قالت لن تستطع أن تغلق في وجهي الهاتف ,,, !
ودون تردد أغلقت في وجهها .... وعاد الهاتف يدق من جديد بنفس الرقم .. ولم أرد .. !
حتى دق الهاتف بدقه مختلفة تدل علي أن احدهم أرسل رسالة .. وكنت اعلم أنها من تلك التي حدثتني قبل قليل ... ففتحتها .. فوجدت مكتوب فيها " كيف تتحدث معي بالنهار وجها لوجه .. وفي المساء أحدثك في الهاتف فتنسى صوتي .. ؟ "
وما أن انتهيت من الحرف الأخير .. إلا و وجدتها تتصل مره أخرى .. !
فرددت في تلك المرة في بعد ثوان من الاتصال ... فقالت كيف لم تتعرف علي صوتي .. ؟
قلت لها _ عذرا ً كنت نائما ً ولم استطع التعرف علي صوتك .. !
_فقالت لم تكن نائما ً فأنا رأيتك علي الانترنت ولم استطع النوم فأحببت أن اتصل بك .. !
_ ولماذا لم تنامي .. ؟
_ لا اعرف ... ولكن النوم يطير من عيني اليوم .. !
_ ولكن من أين لكي برقم هاتفي .. ؟
_ قالت أخبرتك من الانترنت .. !
همهمت فاستشعرت أني لم أصدقها .. فقالت راجع معلومات صفحتك علي الانترنت ستجد رقمك ظاهرا ً للجميع .. هنا قاطعت ُ عصبيتها بضحكه مجامله وقلت لها لا عليكِ .. هل هذا رقمك يمكنني إضافته علي هاتفي .. ! فنسيت عصبيتها وقالت بكل تأكيد يمكنك ذلك .. !
قالت ماذا تفعل ألان .. ؟
_ انا في السرير نائم .. وأتحدث مع البعض عبر الانترنت ..
_ هل أزعجتك مكالمتي .. ؟
_ لا بكل تأكيد .. هي أسعدتني بالفعل .. !
فردت بصوت أكثر نعومه وقالت هل ستنام الان .. ؟
_ لا لن انام .. !
_ ماذا ستفعل اذا ً .. ؟
_ عندي موعد بعد قليل .. !
_ موعد ألان .. ؟ هل انت تمزح ... !
_ لا اطلاقا ً .. مع صديقه لي .. !
_ تغيرت نبره صوتها وقالت .. صديقه الأن ... ؟
_ قلت لها نعم صديقه في غايه الجمال .. !
_ قالت اذا سأذهب للنوم حتى لا اعطلك علي الموعد ... !
_ قلت لها سانتظرك بعد عشرة دقائق اسفل منزلك ... !
_ قالت ماذا تقول .. هل جننت .. !!
ولكن قالتها بصوت فيه سعاده .. ثم سكتت وقالت ..
_ ماذا افعل بينك وبين صديقتك .. !
_ قلت لها لن اقابل سواك ِ ... !
_ قالت فلتذهب للنوم .. فقله النوم تجعلك تحلم وانت مستيقظ .. !
قلت لها لا تتأخري .. ! وأغلقت الهاتف ... ونظرا ً لقرب السكن بيننا لم ارتدي سوى فانله سوداء وذهبت بنفس " الشورت " الذي كنت ارتديه ... فقط القليل من " البرفيوم " .. وما هي إلا دقيقتين .. وأصبحت تحت بيتها ... !
ومرت الخمس دقائق الاولى خمس ساعات ... وكنت علي يقين بأنها ستأتي ... حتي مر الربع الاول من الساعه .. فبدأت ثقتي في مجيأها تقل تدريجيا .. وحتما لن اتصل ... فالاتصال سيعني الحاحا ً .. وما كنت لألح عليها ... وبالفعل ادرت ظهري لعمارتها فسمعت صوت من خلفي يهمس ...
_ مجنون .. مجنون ... !
_ ألم أخبرك انك سوف تأتي .. ؟
_ كاذب فلماذا كنت تنصرف .. ؟
_ لا لا لم أفقد ثقتي بأنك ستأتي .. كل ما في الامر اردت انتظارك هناك بدلا من هنا .. !
_ من أين لك بكل هذا الغرور ... !
_ لست ُ مغرورا ً .. كل ما في الأمر أنني اعرف ما يدور في رأس من يحدثني ... انها نعمه من الله علي بها ... وقد استشعرت ُ انك ستأتي الي هذا الموعد ... !
_ ان كنت صادقا ً ... ماذا يدور في ذهني الان .. ؟
_ تقولين .. اريد ان اقبلك من شفتيك .. !
_ ما هذا الذي تقوله .. سأذهب للنوم .. هذا خطأي حيث أتيت إليك كصديقا ً .. ولكنك تخطيت الحدود بجرأتك .. !
هنا حاولت تهدأتها فأمسكت يدها وقلت لها " آسف " فأصبحت ُ كمن يطفأ النار بالبنزين .. سحبت يداها بشده وقالت ... أنت وقح ... !
سكت كلانا للحظات ..... ثم نظرت ُ في وجهها .. ومشيت ُ فأمسكت هي في تلك المرة بيدي .. وقالت آسفه .. لم أقصد .. !
_ قلت لها لماذا تمسكين بيدي الان ... اتركي يدي ... !
_ قالت سأجلس معك لكن دون ان نتعدى حدود الصداقة .. !
" فوعدتها وعد الذئب الذي يحرس الغنم .. ! "
_________ الجزء الثاني __________
فأقترحت عليها لو نذهب الي الحديقه التي تقع بالقرب من المسكن ... وعلي الفور وافقت .. مشينا أثنين والصمت ثالثهم ... وعند عبور الطريق أمسكت ُ بيدها ... فتركت يداها لي .. حتى انتهينا من العبور .. فنظرت الي يدي وقالت هل تذكر الوعد .. ؟
فأعتذرت لها علي الفور ... وسحبت اصابعي من بين يداها الدأفئه .. التي كانت تحتضن أصابعي .. !
وصلنا الحديقه وجلسنا علي مقعد خشبي ... وقالت تعرفت عليك اليوم مصادفه .. وأخذت بريدك الالكتروني .. وأصبحت صديقي علي " الفيس بوك " .. واتصلت بك بعدها بعدة ساعات .. الم ترى كل هذا جنونا ً بيننا ً... ؟
قلت لها وهل يوجد اجمل من الجنون .. ولكن الأجن من كل ذلك ان نتقابل في نفس اليوم وأجلس معك الان .. !
سكتت للحظات ثم رفعت عيناها من الارض ونظرت في عيناي وقالت ... انا لست سيئه برغم ذلك .. ولست جريئه .. ولم أفعل ذلك من قبل ... انا ...
هنا قاطعتها علي الفور ... وقلت لها .. انا لم أقل ذلك .. ولن أقل ذلك قط .. !
قالت .. ولكن أي شخص غيرك سيقول ذلك ... !
فقاطعتها للمره الثانيه ... لست كأحد .. أكرهه التشبيه وإن كان مع أحدا ً أفضل مني .. !
أعتذرت .. فقلت ُ لها لا شىء يستحق الاعتذار .. ولكن .. لكنتك في الحديث تقول انك سوريا .. لم ارى يوما سوريا سمراء .. هل جميعكن حسنوات كذلك .. ؟
ابتسمت .. وظهر الخجل علي وجهها .. من ثم رفعت شعرها من علي وجهها .. وكنت اعشق وجهها حين خجلت .. ! وقالت كيف عرفت اني سوريه .. ؟
قلت لها .. انها الفراسه ... دائما ً يقول الناس عني أمتلك فراسه قوية ... فضحكت بصوت عال .. وأهتز جسدها من شده الضحك .. من ثم نظرت انا لها بتعجب وقلت لها ما الذي يضحكك .. ؟
_ انا لست سوريه ... انا أردنيه .. !
هنا شعرت ببعض الخجل .. وقلت لها .. سوريا والاردن اشقاء .. لا عليك .. المهم انك أجمل انثى عرفتها .. !
_ هل دائما ادائك مبالغ فيه هكذا .. ؟
_ لا .. عندما اتحدث مع الحسنوات فقط .. ؟
_ وكم حسناء لديك .. ؟
_ بعدد شعرات رأسك .. !
_ تعجبني .. وتألمني صراحتك .. !
_ لما العجب .. ولما الألم ... ؟
_ تعجبني لانك لم تتصنع البراءه .. تتعامل بعفويتك ... وتؤلمني لأن يوما ما سيأتي انثي تستحق مشاعرك .. ولن تملك ما تمنحها إياها .. !
هنا قاطعتها علي الفور .... !
_ دعك من هذا الجنان .. انا امزح معك ... أنا لست كذلك بالفعل ... ولست دنجوانا لهذه الدرجه .. انظري الي وجههي .. أي حمقاء ستحب هذا الوجه ... ؟
ابتسمت وظلت تضحك .. وقالت كثيرات سيعجبهم هذا الوجه .. وخاصه لو كان شاعرا ً .. من ثم نظرت في وجههي وقالت قرأت قصه لك واعجبتني .. فبطل القصه تلك هو بالفعل أنت .. وان قلت غير ذلك انت كاذب .. !
_ لن اقول ل كان كنت ُ انا بطل القصة أو لا ... سأدع الحيرة تقتلك .. !
_ قالت لست ُ محتاره .. ولكن هل سيأتي يوم وتكتب ما حدث بيننا .. ؟
_ قلت لها .. لم يحدث شيئا ً الي الان .. يستحق الكتابه ... ولكن ان حدث شىء بعد ذلك ربما أكتبه ... !
ضحكت ثم نظرت للارض وقالت انا في السنه الاخيره من المرحله الجامعيه .. بعد شهران سأعود الي الاردن ... ربما لن أعود الي مصر مره أخرى ... لا تنظر الي تلك النظره ... الحب بيننا محال ان يبدأ لن اسمح بذلك ... تعذبت ذات يوم من قصه فاشله .. ما كنت لأبدأ لعبه وأعلم ان نهايتها عذاب . ! أمي اردنيه .. وأبي كان مصري وتوفى منذ خمسة أعوام .. وانا البنت الوحيده .. علاقتي بأهل ابي ضعيفه وسطحيه أكثر مما تتصور ... أمي تعد الايام بالساعات لنعود الي الاردن .. هناك رفقاتي .. وطفولتي وذكرياتي ... !
ثم غيرت نبرة صوتها ... وقالت لكن كيف لم تحب وتكتب عن الحب بمنتهي البراعه ... ؟
_ قلت ُ لها انه سر المهنة عزيزتي ... لن أخبرك شيئا ً .. عنه .. !
قالت اذا ليس لديك ما تخبرني به .. انت محتال كاذب .. !
_ قلت لها .. انه عالم الخيال .. عالمي المفضل .. !
_ كيف ذلك .. ؟
_ ما رأيك لو شاركتني مغامرة من مغامرات الخيال ... ؟
نظرت إلي وقالت لم لا ... ولكن .. كيف .. ؟
_ لا عليك كل ما عليك فعله هو أغماض عينيك .. والامساك بيدي .. وتخيلي ان تلك اليد التي تمسكين بها هي يد لشخص انت تحبيه .. تخيليه عشيقك ... ولا احدا ً في هذا الكون معكم .. انتي وهو فقط .. !
_ انت مجنون ... ولكن انا احب هذا الجنان .. سأجرب تلك اللعبه .. !
أمسكت بيدي ... واستمريت في الضغط علي اصابعها .. وقلت لها .. هل بدأت الصوره أفضل الان ... قالت .. هي المرة الاولي التي أفعل فيها ذلك .. ولكن أظن انها أعجبتني كثيرا ً .. هنا ظللت اتلاعب بأصبعها داخل كفه يدي ... من ثم اقتربت من شفتاها .. وقبلتها .. لم تكن قبله عابرة .. ولكن امتصصت شفتاها داخل فمي .. وبعد ثوان فتحت عيناها .. ولم تتجاوز المسافه بين عيني وعيناها عقله الاصبع ... سحبت شفتاها من داخل فمي ... !
هنا عدت مره اخرى الي الاريكه .. وارجعت بظهري الي الخلف .. وكنت اعلم ان هذا هو اللقاء الاخير ... !
ظل الصمت بيننا لدقائق .. ثم قالت .. " لم فعلت ذلك " ... ؟
لم استطع الرد .. همت بالذهاب .. وخشيت ان تمشي وحدها .. فمشيت بجوارها .. بعدما عجزت عن الاجابه عليها ... !
حتي وصلنا عند منزلها فذهبت وكأنها لم ترأني ... صعدت انا الي بيتي .. حاملا ً بين عقلي وجع خسارتي لها .. وحاملا بين شفتي مسك شفتاها .. في لحظه تجمع بين خزي لها .. وبين انتصار عليها .. بين انتصار لشهوتي علي .. وبين هزيمتي امام عيناها ... ولكن في النهايه شفتاها تستحق ان افعل من أجلهما كل ما هو مجنون .. ! هكذا كان ردي علي نفسي وقتها .. !
**** ***** ****
ذهبت الي سريري .. وحاولت النوم .. وفي كل مره أغمض بها جفني أرى صورتها امامي .. علي مدار ثلاثون دقيقه كان هذا حالي وقتها ... حتي سمعت هاتفي يدق برساله نصيه .. هرولت سريعا إليه ... فوجدت رساله منها .. كل محتواها .. " لم يا وغد خسرتني .. ؟ "
كنت اكثر جرأه في الرسائل من المواجهه معها .. فكتبت إليها .. بعيدا ً عن أي شىء والوعد الذي كان بيننا .. وبعيدا ً عن صداقتنا ... ألم تعجبك شفتاي .. ؟
ارسلتها .. وانتظرت ُ الرد .. بلهفه .. ظللت ممسكا ً بهاتفي في انتظار رسالتها .. هل ستكتب سبا ً .. ام تحذف رقمي دون رد .. ولكن حتما سترد ... !! خمسة دقائق مرت كخمسة أعوام علي .. حتى دق الهاتف .. ف فتحت الرساله علي الفور فوجدت مكتوب فيها ... لماذا حولتني من صديقه الي حبيبه الان .. ؟ ها انت الان ملكتني وصرت أسيره لتلك القبله .. للاسف الشديد أحببتها وأحببتك .. واحبتت جنانا ً معا ً ... !
ما ان قرأت تلك الكلمات .. إلا وقفزت علي السرير كالاطفال أصرخ بأعلي صوتي من السعاده .. من ثم أرسلت ُ لها ... " علي يديك تعلمت ان الحب يأتي في لحظه .. ! "
فأرسلت " أحبك "
فتحت الانترنت وكتبت ...
قالت يا وغد ...
لم دنست صداقتنا بقبلتك .. ؟
أتلك هي طريقتك .. ؟
تصيد بها فريستك ..
وتستغل فرصتك .. !
لم يا صديق خسرتني .. ؟
وبدفىء حضنك .. أغويتني .. !
وبلظي شفتيك .. أحرقتني .. ؟
فها انت الان ملكتني ..
بعدما من صديقه الي حبيبه بدلتني ..
وبحبي إليك أسرتني ..
قصرت ُ أسيرة قبلتك ..
تلك التي بها سرقتني .. !
كتبتها وأغلقت الحاسوب ... فوجدت رسالها منها علي الفور .. هي المرة الاولى التي أشعر بها بأنني ملهمه لشاعر .. ولكنه شعور رائع أن أصبح حبيبه لشخص مثلك .. !
قرأت تلك الكلمات . من ثم أخذت شهيقا ً .. وقرأتها مرة اخرى .. ثم كتبت لها .. " محظوظ هو من يملك ملهمه مثلك " ... وضغطت علي الارسال .. غير ان رصيدي لم يكن كاف لإرسالها لها ..!
هنا تسلل نور الصباح الي غرفتي .. فمددت جسدي علي السرير .. وتذكرت طعم شفتاها .. ثم ذهبت في رحله معها ... فلم تكن بخيله معي في مشاعرها .. ولا في مقابلتها .. ولا في زيارتها لي في المنام من اول ليله .. كانت دائما ً سخيه في كل شىء .. !
مر الاسبوع الاول بين سهر علي الهاتف وحديث علي الانترنت .. وكنت اخشي عليها من المقابلات فهي في فتره امتحانات .. فكنت أبتعد .. وعندما اخشي ان تظن اني لم اهتم ارسل لها رساله .. حتى جمعني بها اللقاء الثاني في نفس الموعد ونفس المكان .. هي من قبلتني .. واحتضنتني كثيرا ً .. من ثم أشعلت سجارتها .. ونظرت الي وقالت .. يوما ً ما ستتزوج غيري .. فأنا لست ُ لك .. ستشاركك الفراش أنثي غيري .. ستحتضنها .. ولكن لن تمنحك دفئ كدفئي .. لن تنفث دخان سجارتها في وجهك لتستفزك مثلي .. من ثم تغضبك لتسترضيك بقبله كتلك .. فأخذتني في احضانها .. وقبلتني بعدما نفثت دخان سجارتها في وجههى .. وظلت تمتص شفتاي وأذوب فيها وتذوب في ..
حتى دق هاتفها فهرولت ... أمي .. أمي ...
هنا تمتمت انا " بكلمات سب ولعن لأمها " ولكنها لم تسمعها .. !
***** ***** *******
في اليوم التالي ارسلت الي انها سوف تسافر لتودع اهل والدها في البلد .. وتطمئن عليهم .. وربما ستظل هناك لأسبوع .. وسوف تعود قبل الامتحان بيوم .. !
تعصبت جدا ً .. لأنها لم تخبرني من قبل .. ولكنها اعتذرت وقالت هذا قرار من امها .. ولا تستطيع ان تعصيها .. وانها حاولت بالفعل اقناعها بالبقاء ولكنها رفضت بشدة .. !
ومنذ ان تعرفنا لم تتغيب ثلاثه ايام كتلك .. دون انترنت او هواتف .. او أي شىء يصلني بها ..
كدت أجن .. ثلاثه أيام لا اعرف عنها شىء .. أتصل بها في اليوم مائه مرة .. ولا اسمع سوى صوت غبي يقول لي في كل مره خارج نطاق الخدمه .. هل هو هروب مني .. أم اصابها مكروه .. أم أختبار لصبري .. !!! حتما لن اسامحها مهما كان العذر ... !
وفي اليوم الرابع استيقظت فوجدت رساله منها ... حبيبي أشتقت اليك كثيرا ً .. ولكن انا في بلد ريفيه ... والشبكات بها معطله .. اليوم خرجت لزياره بعض اقاربي في قريه اخرى .. وحاولت الاتصال بك .. ولكنك لم ترد .. أحبك كثيرا ً ...
بالفعل وجدت عدت مكالمات فائته من رقمها ... !
شىء ما بداخلي هدأ .... ومرت ثلاثه ليال اخرى لا اعلم عنها شيئا ً ... حتي دق هاتفي صباح يوم الاحد وقالت انا في الطريق ... كدت اطير من الفرح ... قالت ساعه وأصل الي البيت سأكلمك عندما أصل ... وبالفعل عاودت الاتصال بي .. بعدما ذهبت انا لتحديد لحيتي وحلاقه شعري .. لأكتشف بعد ذلك .. انها عادت بمفردها ... !
قالت سأنام وفي المساء نلتقي ...
وفي المساء .. وجدتها تتصل .. قلت لها ما رأيك لو ازورك اليوم في منزلك ... ؟
_ من حماقه الراعي ان يثق في الذئب مرتين .. !
_ سأمنحك عشرة ثوان فقط لتفكري ... !
قالت لا علي الفور دون تردد .. !
قلت لها لطالما هذا قرارك .. اذا دقائق وسأكون امام بيتك ... !
وبالفعل .. ذهبت اليها في الطابق الرابع .. طرقت الباب .. وكنت أخشي ان تفتح لي أمها .. كنت علي يقين حين ترأني لن تفتح .. فسددت ثقب الباب بأصبعي .. ففتحت الباب .. من ثم دفعتني الي الداخل بسرعه واغلقت الباب من خلفي ... قبل ان يراها احدا ً من الجيران .. !
لم نقل شىء بألسنتنا وقتها ... ولكن تحدثنا بشفتانا ... قبلات واحضان ...
جلست بجوارها علي الاريكه وسألتها لماذا كل هذا الغياب .. ؟
فقالت انا ايضا اشتقت اليك كثيرا ً ...
سألتها اين تجلسين أغلب الوقت عندما تتحدثين معي .. ؟
قالت في الشرفه المطله علي الشارع الرئيسي .. وقفت وهممت بالدخول .. ولكنها جذبتني وقالت مجنون انتظر سأطفى النور اولا ً حتى لا يراك احد ... !
اطفأت النور .. ثم جاءت وقفت بجواري ... ننظر الي العالم من أعلي .. ثم ذهبت واحضرت هاتفها .. وادخلت فيه سماعه أذن .. و وضعت احداهما في اذنها والاخرى في اذني .. من ثم سحبت ذراعي الايمن و وضعته علي كتفها .. وملت ُ انا برأسي علي رأسها .. كانت تتمتم مع كلمات الاغنيه .. فهي تعلم اني عاشق لأغنيه كلمات .. وعاشق لصوت ماجده الرومي ... من ثم اقترحت علي فنجان من القهوة ... قلت لها وانت ِ .. ؟
قالت هو واحدا ً فقط لي ولك .. اريد مشاركتك إياه ... !
قلت لها .. أهو بخل .. ؟
قالت .. بلى ,, ولكنه قمه السخاء في مشاعري لك .. !
هنا غلبتني .. ولم استطع الرد دخلت معها غلي الفور وشاركتها في اعداد فنجان من الفهوة .. ثم خرجنا معا ً ... جلسنا في ارضيه الشرفه .. نستمع الي الاغاني .. ويرتشف كل منا رشفه .. يتبعه الاخر من نفس المكان ... ! حتي انتهينا من القهوة ... مددنا علي ارض الشرفه .. نامت علي ذراعي .. أحسست ُ اني امسك قطعه من السماء ... من ثم قالت استمع الي تلك الاغنيه .. وكلما أشتفت الي والي حديثي أسمعها .. قلت لها ما هي .. قالت اسمع .. فوضعت رأسها علي صدري .. وكانت الاغنيه " يا سارقني " .. قالت مجد القاسم يقول لك ما اريد قوله ولكن علي لسانه هو ... !
انتهت الاغنيه ... ثم قالت .. هل سيأتي يوم وتكتب ما حدث بيننا قصه .. ؟



_ اسرارنا اكبر من ان تكون قصه .. أكتبها .. ليصفقوا لي علي قصتي .. وأتحسر انا علي مروأتي معك .. ما كنت لأفضح أسرارنا ... قالت ان اردت .. ان تكتبها .. أكتبها .. ولكن بعد عامين .. وأيا كان تذكرني فيها عاهره .. او تقسوا علي حين تعلم اني أبتعدت عنك .. تظرت في هاتفها .. ثم قالت التاريخ اليوم مميزا ً ... 6/6 . اذكر ذاك اليوم .. وإياك ان تنساه .. !
ولكن أخبرني ... ماذا لو كتبت ما بيني وبينك قصه ترى ماذا سيكون عنوانها .. ؟
_ أقترحي علي انتي .. ؟
_ الأحمقان .. !
ضحكت بشده .. وضحكت هي ايضا ً ثم اعتدلت من علي صدري وقالت السنا أحمقين .. ؟
قلت لها .. بلى .. وحدك حمقاء .. انا لست ُ بأحمق .. !
_ قلت ُ لها سأكتبها من البدايه ... يوم أن أرسلتي رسالتك الاولى لي .. حين كتبت لي .. يا وغد ... سأسمي القصه " قالت يا وغد "
_ قالت ياا لسواد قلبك ... الم تنسى .. !
_ قلت لها .. ما كنت لأنسى حرفا ً خرج من بين شفتيك .. !
قالت أحرص حين تكتبها .. ألا أراها .. فبرغم اشتياقي لقرأتها .. حتما ً سأتعذب .. ضمتني بشده .. الي صدرها .. في هذه الليله حبها قتل بداخلي الشهوة ... جعلتني ابدو كطفل صغير .. بحاجه لحنان أمه .. لا اريد جسدها .. ولكن اريد حنانها .. وقلبها ... !
وما هي الا ساعات وقد غفلت عيني .. فقد جاء النهار سريعا ً في هذا اليوم .. ايقظتها .. فقامت علي الفور .. وقالت لم انم نوما عميقا ً كهذا من قبل ... ذهبنا الي غرفه اخرى ودخلت دورة المياه .. وجدت ُ ظرفا ً غريبا ً اقتربت منه وحاولت قرأت ما عليه .. فأكتشفت انها تذاكر للطيران .. فتحته وجدت تاريخ السفر الي الاردن بعد يومين ... ! قرأت الاسم اكث من مره .. انها بالفعل اسمها ..!
سمعت صوت يدل علي خروجها من دورة المياه .. وضعت الظرف كما كان ... ولكن هناك طعنه بداخلي ... ! لا استطيع ان اصرخ فتسأني عن ما بي .. ولا استطيع اخفاء ما بداخلي .. ولكن ما حاولت فعله وقتها هو الفرار من عينيها ... قالت ما بك ... قلت لها لا شىء .. علي ان أرحل الان .. !
بعد دقائق من نزولي ... اتصلت وقالت .. لم اريد ان اخبرك ... أخشي علينا من الوداع ... سيكون صعب علينا الوداع ... !
_ أي صعوبه تلك التي تجعلك تهربي مني ... تكدبين علي .. ؟
_ حبيبي أسفه ولكن .. سيكون صعب علينا ان نودع بعض .. !
ومر اليوم الاول ولم استطع النوم حتي طلوع النهار من التفكير ... وفي اليوم التالي .. أرسلت الي رساله ... وقالت ساسافر من مطار القاهره واليك بتفصيل الرحله ... حاول ان تأتي .. لم استطع المغادره دون ان اراك .. !
وبالقعل .. تهيأت للقاء الاخير .. هربت من أنها بحجه الذهاب الي دورة المياه ... أحتضنتي بشده .. ثم قالت .. ربما يوما ما سأعود مصر .. رما اتزوج من غيرك وتتزوج من غيري .. لكن لن انساك فلا تنساني ... يوم ما سأرأك كاتبا ً كبيرا ً ... تلهث الفتيات خلفك لألتقاط الصور معك .. فلا تنساني وقتها .. وتذكر انثي تشاهدك من خلف شاشه التلفاز .. وتطير فرحا ً لنجاحك ... أحتضنتها بشده ... ثم سقطت دموعها ... !
فقلت لها اذهبي حتى لا تقلق أمك .. فذهبت .. ثم نادت علي .. مره اخرى .. فعدت اليها فقالت .. هل تذكر ذاك اليوم في لقائنا الاول عندما قلت تقولين بين نفسك اتمني ان أقبلك وارتمي في احضانك .. كان هذا هو شهوري فعلا ً وقتها ... اردت فعل ذلك .. !
_ كادت ان تسقط دمعه من عيني ... ولكن كبريائي أبى ... فقلت لها .. لا تصعبي علينا الموقف اكثر ... أخذت تبكي .. وتمشي من امامي ... ومع كل بضعه خطوات تنظر خلفها .. وتشوح بيديها لي .... !
يوما ما ستقرأ تلك الكلمات انثي ... وتقول الذئب حافظ علي الغنم ... !
بقلمي : اسلام سامي
23/9/2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق